صعّد رئيس حزب "القوات" اللبنانية، سمير جعجع، خطابه ضد اللاجئين السوريين في لبنان، مؤكدا أن التحركات على الأرض مستمرة لإجبارهم على العودة إلى بلادهم.
وقال "جعجع" على حسابه في منصة "إكس"، اليوم الإثنين، إن موقفهم من مسألة الوجود السوري "غير الشرعي" كما أطلق عليه، في لبنان هو "موقف ثابت ومبدئي ولا يتبدّل مع مليار يورو أو عشرات المليارات، ولا يتغيّر مع طلب أو تمّنٍ دولي".
وكتب: "وبعدما وجدنا ولمسنا أن من حكم وتحكّم لسنوات تقاعس عن تحمُّل مسؤولياته ولم يُقدم على أي خطوة عملية خارج المزايدات السياسية، بدأنا مجموعة تحركات على الأرض مع البلديات والإدارات والوزرات المعنية، ونحن مستمرون في كل ما نقوم به حتى إخراج آخر مهاجر غير شرعي من لبنان".
وختم النائب اللبناني بالقول: "وما بدأناه لن يتوقّف لا مع تمنيات دولية ولا مع مليارات أممية، لأن لا أولوية تعلو على أولوية الهوية اللبنانية والسيادة اللبنانية والأمن اللبناني".
وذكر "جعجع" كلمة مليارات أكثر من مرة، في إشارة إلى المليار يورو التي تبرعت بها المفوضية الأوروبية للبنان قبل أيام.
جدل بشأن المليار
ووجهت وسائل إعلامية وشخصيات سياسية في لبنان، الاتهامات بقبول المبلغ كـ"رشوة" من أجل إبقاء اللاجئين السوريين في البلاد.
واعتبر رئيس "التيار الوطني الحر" في لبنان، جبران باسيل، السبت، أن منحة المليار يورو المقدمة من الاتحاد الأوروبي هي محاولة أوروبية لـ "استئجار لبنان" لصالح اللاجئين السوريين.
وسبق ذلك تصريحات لعضو "تكتل الجمهورية القوية" النائب، زياد حواط، حيث قال "المليار يورو المقدمة للبنان من الاتحاد الأوروبي للمساعدة على إيواء النازحين السوريين حتى العام 2027 هي رشوة، دُفعت لإبقاء النازحين عندنا مع كل المخاطر الوجودية الناجمة عن هذا الإيواء".
ليخرج "ميقاتي" ويرد على ذلك بالقول إن الاتهامات الموجهة للحكومة بتلقي رشوة أوروبية من أجل إبقاء اللاجئين السوريين على أراضيها غير صحيحة.
وردت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، بالقول إنه لا توجد مؤامرة دولية من أجل إبقاء اللاجئين السوريين في لبنان.
الائتلاف السوري يطالب بإخراج الميليشيات اللبنانية من سوريا
وفي ظل ما يحصل من تبادل اتهامات، دعا رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة، نجيب ميقاتي، إلى إصدار أوامر بسحب الميليشيات اللبنانية -التي هي جزء من حكومته- من القرى والبلدات وكل المناطق السورية، وتعويض سكانها عما فقدوا من منازل بسبب تلك الميليشيات.
وذكر البحرة في تصريحات نشرها الائتلاف، أن هذه التعويضات يمكن لـ"ميقاتي" طلب تمويلها من المساعدات التي يتلقاها لبنان لقاء استضافته للاجئين، وآخرها مبلغ المليار يورو التي خصصها الاتحاد الأوروبي منذ أيام لدعم اللاجئين والمجتمعات اللبنانية التي يعيشون ضمنها.
وأشار إلى أنه "يوجد في سوريا ميليشيا تابعة لحزب لبناني شريك في السلطة اللبنانية ضمن حكومة ميقاتي، تسيطر على قرىً وبلدات ومناطق كاملة هَجّرت منها سكانها السوريين قسّراً أو تحت التهديد منذ سنوات وهذه الميليشيا قد ساهمت مع نظام الأسد في قتل، واعتقال، وتهجير مئات آلاف السوريين".
ولفت رئيس الائتلاف إلى أنهم مع عودة كل السوريين من لبنان إلى وطنهم، عودة طوعية وآمنة وكريمة، لكنه أوضح أن سوريا دولة غير آمنة لعودة اللاجئين، لعدة أسباب أولها استمرار نظام الأسد بسياسته الوحشية بحق المواطنين السوريين.